أ. د.سندس حميد أحمد / رئيس المؤتمر
الجامعة المستنصرية - العراق
مقدمة المؤتمر
تتميزُ الظروفُ العالميةُ الراهنةُ بكثرةِ النزاعاتِ والصراعات ، لا سيما في الشرقِ الأوسط ، وبعضِ المناطقِ من آسيا وإفريقيا ، مما تُسبِّب ، ويَتسبَّبُ في تشردِ ملايينِ الأشخاصِ سنويًّا . في حين تعاني الكثيرُ من المنظمات الإغاثية من صعوباتٍ وتحدياتٍ بالغةٍ في عملها ، وتعاني بعضُ المناطقِ من غيابِ هذا النوعِ من المنظمات ، أو ضَعف دورها بصورةٍ تجعل وجودَها من عدمهِ سواء .وفي وقتٍ تعاني حتى المنظماتُ التابعةُ للأمم المتحدة من نقصٍ في التمويل ، أو القدراتِ الإداريةِ لتغطية ِكوارثِ النزوح ، والهجرةِ القسرية للسكان ، نجد أنَّ دورَ البحثِ العلميِّ لا يزال مُغيبا عن هذا الملفِّ الساخن ، الذي يجب أن يكون ضمنَ أولوياتِ عملِ المؤسساتِ العلميةِ الرصينة ؛ لما يتضمنه من أبعادٍ إنسانيةٍ ، وما ينطوي عليه من أهدافٍ أخلاقيةٍ . هذا هوَ الهدفُ الرئيسُ من المؤتمر ، والذي تندرجُ تحته عِدَّةُ أهدافٍ سيأتي تفصيلُها ، وفي الوقتِ نفسهِ ، فإنَّ هذه المقدمةَ تكشفُ عن رؤيةِ المؤتمر ، التي تتركزُ حولَ أهميةِ اضطلاعِ المؤسساتِ العلميةِ والبحثيةِ في مساعدةِ المنظماتِ الإغاثيةِ الجادّةِ على إيجادِ حلولٍ علميةٍ واقعية ، قابلةٍ للتطبيقِ على أرضِ الواقعِ الصعبِ الذي يعيشه عشراتُ الملايينِ الأبرياء من النساءِ والأطفالِ والشيوخِ حولَ العالم .
ولأننا أمَّةٌ نؤمنُ بدولةِ الأيامِ ، ودورةِ الحضاراتِ ؛ نؤمنُ بأنَّ حضارتَنا هي الرائدةُ ؛ بما تحويه من أصالةِ الفطرة ، وعَظمةِ الفِكرةِ ، واستلهامِ العِبرَةِ في كلِّ ما ينفعُ الناسَ .
ولأننا نسعى عبرَ إسهاماتكم التي تحوزونَ بها قصبَ السَّبقِ في " المحفلِ العِلميِّ الدَّولي" ؛ بالنهوضِ والرِّعايةِ للعلماءِ والخبراءِ والباحثين ، إيمانًا منَّا بأنَّ ظلامَ التخلفِ الحضاريِّ لا يُبدِّدُهُ إلا فجرُ العلمِ المشرقِ من عقولِهم وجهودِهم .
ولأننا نهدفُ إلى تطويرِ ما تقوم به المنظماتُ الإغاثية ، وتقديمِ أحدثِ السبل لتطويرِ برامجها ، واستراتيجياتها في عملهِم الإغاثي ، وكذلك وقوفِها على البحوثِ العلميةِ المتميزة في هذا المجالِ ، والاستفادةِ منها ، والاستنارةِ بما تطرحُه عقولُ الباحثين الناطقين بالعربية من أفكارٍ رائدة ، ومن ثمَّ تبنِّيها ، وتقديمِ المنحِ البحثية للباحثين .
لأجلِ ذلك كلِّه وغيرِهِ ؛ نُرحِّبُ بكم في : " المؤتمر الدولي الأول للإغاثة العلمية ، وتطوير برامج المنظمات الإغاثية واستراتيجياتها"، وبحُروفٍ من العِزِّ والفخرِ نقدمُ هذه الرُّؤى ، لكلِّ السادةِ الأفاضلِ فرسانِ الميدان ، ممن ضّحَّوا بكل ما يملكون في سبيل الرقيِّ بالعملِ الإغاثي الخيري ، بجودتهِ المأمولة ، وخدماتهِ التي تنافسُ كلَّ عطاءٍ ، وكلَّ بَذلٍ .
أهداف المؤتمر :
1- وضعُ حلولٍ وآلياتٍ عمليةٍ قابلةٍ للقياس والتطبيق ، تعالج إشكاليات العمل الإغاثي .
2- إبرازُ دورِ الخبراء والمتخصصين في مجال العمل الإنساني ، وإتاحةُ الفرصة لهم للإسهام في دراساتٍ تعزز من قدرات المنظمات الإغاثية ، والتعريفُ بدور البحث العلمي في مجال العمل الإغاثي .
3- تفعيلُ دورِ المنظماتِ الإغاثية في تنظيمِ برامجَ علميةٍ تساعدها على تخطي عقباتٍ متعددة تواجه برامجها ، وأنشطتها الميدانية .
4- التنسيقُ بين الخبراءِ من الباحثين المتخصصين من جهة ، وبين قيادات المنظمات الإغاثية من جهة أخرى ، لغرض الإفادة من طاقاتِ المتخصصين وخبراتهم في تطويرِ علم هذه المنظمات ، ورفع ِكفاءتها .
5- نشرُ الأبحاث العلمية المتميزة ، بهدف التعريف بأهمية العمل الإغاثي ، وأبعاده الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها .
محاور المؤتمر :
- العمل الإغاثي العلميّ : مفاهيم واعتبارات ، خصائص وميزات .
- نماذج تطبيقية للإغاثة العلمية .
- الإدارة الاستراتيجية للإغاثة العلمية .
- الإغاثة العلمية ، رؤية مستقبلية .
- أهمية شبكة العلاقات ووسائل إدارتها في مجال العمل الإغاثي .
- إشكاليات العمل الإغاثي ، ومعوقاته التنظيمية والإدارية والمالية ، ووسائل معالجتها .
- آليات العمل الإغاثية الإبداعية ، ووسائل تطبيقها في ظروف وأوضاع مختلفة .
- التخطيط الأمثل لتطوير برامج المنظمات الإغاثية واستراتيجياتها .
- دراسات في تجارب ناجحة للعمل الميداني ، للمنظمات الإغاثية .
- دراسات مقارنة بين منظمات العمل الإغاثي بين الشرق والغرب ، والدروس المُستفادة من هذه الفوارق .
- وسائل الحد من المنظمات الوهمية ، أو تلك التي تتخذ من العمل الإغاثي وسيلة لتحقيق أهداف أخرى لا علاقة لها بالأهداف الإنسانية من العمل الإغاثي .
- تفعيل دعم العمل الاغاثي عبر الاعلام الجديد